فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{فَإِن تَوَلَّوْاْ} عن الإسلام ولم يلتفتوا إلى ما يوجبه {فَقُلْ} لهم {ءاذَنتُكُمْ} أي اعلمتكم ما أمرت به أو حربي لكم، والإيذان إفعال من الاذن وأصله العلم بالإجازة في شيء وترخيصه ثم تجوز به عن مطلق العلم وصيغ منه الأفعال، وكثيرًا ما يتضمن معنى التحذير والإنذار وهو يتعدى لمفعولين الثاني منهما مقدر كما أشير إليه.
وقوله تعالى: {على سَواء} في موضع الحال من المفعول الأول أي كائنين على سواء في الاعلام بذلك لم أخص أحدًا منكم دون أحد.
وجوز أن يكون في موضع الحال من الفاعل والمفعول معا أي مستويًا أنا وأنتم في المعاداة أو في العلم بما أعلمتكم به من وحدانية الله تعالى لقيام الأدلة عليها.
وقيل ما أعلمهم صلى الله عليه وسلم به يجوز أن يكون ذلك وأن يكون وقوع الحرب في البين واستوائهم في العلم بذلك جاء من أعلامهم به وهم يعلمون أنه عليه الصلاة والسلام الصادق الأمين وإن كانوا يجحدون بعض ما يخبر به عنادًا فتدبر.
وجوز أن يكون الجار والمجرور في موضع الصفة لمصدر مقدر أي إيذانًا على سواء.
وأن يكون في موضع الخبر لأن مقدرة أي أعلمتكم أني على سواء أي عدل واستقامة رأي بالبرهان النير وهذا خلاف المتبادر جدًّا.
وفي الكشاف أن قوله تعالى: {ءاذَنتُكُمْ} الخ استعارة تمثثيلية شبه بمن بينه وبين أعدائه هدنة فأحس بغدرهم فنبذ إليهم العهد وشهر النبذ وأشاعه وآذانهم جميعًا بذلك وهو من الحسن بمكان {وَإِنْ أَدْرِى} أي ما أدرى {أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} من غلبة المسلمين عليكم وظهور الدين أو الحشر مع كونه آتيًا لا محالة، والجملة في موضع نصب بأدري.
ولم يجئ التركيب أقريب ما توعدون أم بعيد لرعاية الفواصل.
{إِنَّهُ يَعْلَمُ الجهر مِنَ القول} أي ما تجهرون به من الطعن في الإسلام وتكذيب الآيات التي من جملتها ما نطق بمجيء الموعود {وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ} من الأحن والأحقاد للمسلمين فيجازيكم عليه نقيرًا وقطميرًا.
{وَإِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ} أي ما أدري لعل تأخير جزائكم استدراج لكم وزيادة في افتتانكم أو امتحان لكم لينظر كيف تعملون.
وجملة {لَعَلَّهُ} الخ في موضع المفعول على قياس ما تقدم.
والكوفيون يجرون لعل مجرى هل في كونها معلقة.
قال أبو حيان: ولا أعلم أحدًا ذهب إلى أن لعل من أدوات التعليق وإن كان ذلك ظاهرًا فيها.
وعن ابن عباس في رواية أنه قرأ {أَدْرِى} بفتح الياء في الموضعين تشبيهًا لها بياء الإضافة لفظًا وإن كانت لام الفعل ولا تفتح إلا بعامل.
وأنكر أن مجاهد فتح هذه الياء.
{ومتاع إلى حِينٍ} أي وتمتيع لكم وتأخير إلى أجل مقدر تقتضيه مشيئته المبنية على الحكم البالغة ليكون ذلك حجة عليكم.
وقيل المراد بالحين يوم بدر.
وقيل يوم القيامة.
{قَالَ رَبّ احكم بالحق} حكاية لدعائه صلى الله عليه وسلم.
وقرأ الأكثر {قُلْ} على صيغة الأمر. والحكم القضاء.
والحق العدل أي رب أقض بيننا وبين أهل مكة بالعدل المقتضى لتعجيل العذاب والتشديد عليهم فهو دعاء بالتعجيل والتشديد وإلا فكل قضائه تعالى عدل وحق.
وقد استجيب ذلك حيث عذبوا ببدر أي تعذيب.
وقرأ أبو جعفر {رَبّ} بالضم على أنه منادى مفرد كما قال صاحب اللوامح، وتعقبه بأن حذف حرف النداء من اسم الجنس شاذ بابه الشعر.
وقال أبو حيان: إنه ليس بمنادى مفرد بل هو منادى مضاف إلى الياء حذف المضاف إليه وبنى على الضم كقبل وبعد وذلك لغة حكاها سيبويه في المضاف إلى ياء المتكلم حال ندائه ولا شذوذ فيه.
وقرأ ابن عباس، وعكرمة، والجحدري، وابن محيصن {رَبّى} بياء ساكنة {أَحْكَمُ} على صيغة التفضيل أي أنفذ أو أعدل حكمًا أو أعظم حكمة، فـ: {ربى أحكم} مبتدأ وخبر، وقرأت فرقة {أَحْكَمُ} فعلًا ماضيًا {مُّقْتَدِرِ الرحمن} مبتدأ وخبر أي كثير الرحمة على عباده.
وقوله سبحانه {المستعان} أي المطلوب منه العون خبر آخر للمبتدأ، وجوز كونه صفة للرحمن بناء على اجرائه مجرى العلم، وإضافة الرب فيما سبق إلى ضميره صلى الله عليه وسلم خاصة لما أن الدعاء من الوظائف الخاصة به عليه الصلاة والسلام كما أن إضافته هاهنا إلى ضمير الجمع المنتظم للمؤمنين أيضًا لما أن الاستعانة من الوظائف العامة لهم.
{على مَا تَصِفُونَ} من الحال فانهم كانوا يقولون: إن الشركة تكون لهم وإن راية الإسلام تخفق ثم تسكن وإن المتوعد به لو كان حقًّا لنزل بهم إلى غير ذلك مما لا خير فيه فاستجاب الله عز وجل دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم فخيب آمالهم وغير أحوالهم ونصر أولياءه عليهم فأصابهم يوم بدر ما أصابهم: والجملة اعتراض تذييلي مقرر لمضمون ما قبله.
وروي أن النبي عليه الصلاة والسلام قرأ أبي رضي الله تعالى عنه {يَصِفُونَ} بيان الغيبة ورويت عن ابن عامر، وعاصم، هذا وفي جعل خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وما يتعلق به. خاتمة لسورة الأنبياء طيب كما قال الطيبي يتضوع منه مسك الختام. اهـ.

.قال القاسمي:

{فَإِنْ تَوَلَّوْا} أي: عن التوحيد: {فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَواء} أي: أعلمتكُمْ وهديتكم على كلمة سواء بيننا وبينكم، نؤمن بها ونجني ثمرات سعادتها في الدارين. أو المعنى دللتكم على صراط مستقيم، وبلغتكم الأمر به. فإن آمنتم به فقد سعدتم، وإلا فإن وعد الجاحدين آتيكم، وليس بمصروف عنكم. وإن كنت لا أدري متى يكون ذلك، لأن الله تعالى لم يعلمني علمه، ولم يطلعني عليه كما قال: {وَإِنْ أَدْرِي} أي: وما أدري: {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} أي: من الفتح عليكم، وإيراث أرضكم غيركم، ولحوق الذل والصغار بعصيانكم: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ} أي: فسيجزيكم على ذلك: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ} أي: وما أدري لعل تأخير جزائكم استدراج لكم، وزيادة في افتتانكم، أو ابتلاء لينظر كيف تعملون. فالفتنة إما مجاز عن الاستدراج بذكر السبب وإرادة المسبب، أو هو بمعناه الأصليّ. فهو استعارة مصرحة. وقول تعالى: {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} أي: تمتيع لكم إلى أجل مقدور. والتمتيع بمعنى الإبقاء والتأخير: {قَالَ} وقرئ: {قُل رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} أي: افصل بيننا وبينهم بالحق. وذلك بنصر من آمن بما أنزلت، على من كفر به، كقوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف: 89]، {وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} أي: من الكذب والافتراء على الله ورسوله. بنصر أوليائه، وقهر أعدائه. وقد أجاب سبحانه دعوته، وأظهر كلمته، فله الحمد في الأولى والآخرة، إنه حميد مجيد.
قال الرازي: قال القاضي: إنما ختم الله هذه السورة بقوله: {قُلْ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} لأنه عليه السلام كان قد بلغ في البيان لهم الغاية، وبلغوا النهاية في أذيته وتكذيبه. فكان قصارى أمره تعالى بذلك تسليةً له وتعريفًا أن المقصود مصلحتهم. فإذا أبوا إلا التمادي في كفرهم، فعليك بالانقطاع إلى ربك، ليحكم بينك وبينهم بالحق. إما بتعجيل العقاب بالجهاد أو بغيره. وإما بتأخير ذلك. فإن أمرهم، وإن تأخر فما هو كائن قريب. وما روي أنه عليه السلام كان يقول ذلك في حروبه، كالدلالة على أنه تعالى أمره أن يقول هذا القول، كالاستعجال للأمر بمجاهدتهم. وبالله التوفيق. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله: {فَإِن تَوَلَّوْاْ} أي أعرضوا وصدوا عما تدعوهم إليه {فَقُلْ آذَنتُكُمْ على سَواء} أي أعلمتكم أني حرب لكم كما أنكم حرب لي، بريء منكم كما أنتم براء مني. وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية أشارت إليه آيات أخر، كقوله: {وَإِمَا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فانبذ إِلَيْهِمْ على سَواء} [الأنفال: 58] أي ليكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على السواء. وقوله تعالى: {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُون} [يونس: 41]. وقوله: {آذَنتُكُمْ} الأذان: الإعلام. ومنه الأذان الصلاة. وقوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ الله} [التوبة: 3] الآية، أي إعلام منه، قوله: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ الله} [البقرة: 279] الآية، أي اعلموا. ومنه قول الحرث بن حلزة:
آذنتنا ببينها أسماء ** رب ثاو يمل منه الثواء

يعني أعلمتنا ببينها.
{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه يعلم ما يجهر به خلقه من القول، ويعلم ما يكتمونه. وقد أوضح هذا المعنى في آيات كثيرة، كقوله تعالى: {وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ اجهروا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور} [الملك: 13]، وقوله: {والله يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وما تَكْتُمُونَ} [المائدة: 99] في الموضعين، وقوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إني أَعْلَمُ غَيْبَ السماوات والأرض وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 33]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد} [ق: 16]، وقوله: {وَإِن تَجْهَرْ بالقول فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السر وَأَخْفَى} [طه: 7] إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احكم بالحق}.
قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير حفص عن عاصم {قُل ربِّ} بضم القاف وسكون اللام بصيغة الأمر. وقرأه حفص وحده {قَالَ} بفتح القاف واللام بينهما ألف بصيغة الماضي. وقراءة الجمهور تدل على أنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يقول ذلك. وقراءة حفص تدل على أنه امتثل الأمر بالفعل. وما أمره أن يقوله هنا قاله نبي الله شعيب كما ذكره الله عنه في قوله: {رَبَّنَا افتح بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالحق وَأَنتَ خَيْرُ الفاتحين} [الأعراف: 89]. وقوله: {افْتَحْ} أي احكم كما تقدم. وقوله: {وَرَبُّنَا الرحمن المستعان على مَا تَصِفُونَ} أي تصفونه بألسنتكم من أنواع الكذب بادعاء الشركاء والأولاد وغير ذلك. كما قال تعالى: {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب} [النحل: 62] الآية، وقال: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكذب} [النحل: 166] الآية. وما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قاله يعقوب لما علم أن أولاده فعلوا بأخيهم يوسف شيئًا غير ما أخبروه به. وذلك في قوله: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ والله المستعان على مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] والمستعان: المطلوب منه العون. والعلم عند الله تعالى. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَواء} أي فإن أعرضوا بعد هذا التبيين المفصّل والجامع فأبلغهم الإنذار بحلول ما توّعدهم الله به.
والإيذان: الإعلام، وهو بوزن أفعل من أذِن لكذا بمعنى سمع.
واشتقاقه من اسم الأُذُن، وهي جارحة السمع، ثم استعمل بمعنى العلم بالسمع ثم شاع استعماله في العلم مطلقًا.
وأما آذن فهو فعل متعد بالهمزة وكثر استعمال الصيغتين في معنى الإنذار وهو الإعلام المشوب بتحذير.
فمن استعمال أذِن قوله تعالى: {فأذنوا بحرب من الله ورسوله} [البقرة: 279]، ومن استعمال آذن قول الحارث بن حِلزة:
آذنتنا ببينها أسماء

وحذف مفعول {آذنتكم} الثاني لدلالة قوله تعالى: {ما توعدون} عليه، أو يقدر: آذنتكم ما يوحى إلى لدلالة ما تقدم عليه.
والأظهر تقدير ما يشمل المعنيين كقوله تعالى: {فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم} [هود: 57].
وقوله تعالى: {على سواء} {على} فيه للاستعلاء المجازي، وهو قوة الملابسة وتمكّن الوصف من موصوفه.
و سَواء اسم معناه مستو.
والاستواء: المماثلة في شيء ويجمع على أسواء.
وأصله مصدر ثم عومل معاملة الأسماء فجمعوه لذلك، وحقّه أن لا يجمع فيجوز أن يكون {على سواء} ظرفًا مستقرًا هو حال من ضمير الخطاب في قوله تعالى: {آذنتكُم} أي أنذرتكم مستوين في إعلامكم به لا يدعي أحد منكم أنه لم يبلغه الإنذار.
وهذا إعذار لهم وتسجيل عليهم كقوله في خطبته «ألا هل بلّغت».
ويجوز أن يتعلق المجرور بفعل {آذنتكم} قال أبو مسلم: الإيذان على السواء: الدعاء إلى الحرب مجاهرة لقوله تعالى: {فانبذ إليهم على سواء} [الأنفال: 58]اهـ.
يريد أن هذا مثل بحال النذير بالحرب إذ لم يكن في القرآن النازل بمكة دعاءٌ إلى حرب حقيقية.
وعلى هذا المعنى يجوز أن يكون {على سواء} حالًا من ضمير المتكلم.
وحذف متعلق {آذنتكم} لدلالة قوله تعالى: {وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} عليه، ولأن السياق يؤذن به لقوله قبله: {حتى إذا فتحت ياجوج وماجوج} [الأنبياء: 96] الآية.
وتقدم عند قوله تعالى: {فانبذ إليهم على سواء} في [سورة الأنفال: 58].
وقوله: {وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} يشمل كل ما يوعدونه من عقاب في الدنيا والآخرة إن عاشوا أو ماتوا.
و إنْ نافية وعلق فعل {أدري} عن العمل بسبب حرف الاستفهام وحُذف العائد.
وتقديره: ما توعدون به.
{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)}.
جملة معترضة بين الجمل المتعاطفة.
وضمير الغائب عائد إلى الله تعالى بقرينة المقام.
والمقصود من الجملة تعليل الإنذار بتحقيق حلول الوعيد بهم وتعليل عدم العلم بقربه أو بعده؛ علل ذلك بأن الله تعالى يعلم جهرهم وسرّهم وهو الذي يؤاخذهم عليه وهو الذي يعلم متى يحلّ بهم عذابه.
وعائد الموصول في قوله تعالى: {مَا تَكْتُمُونَ} ضمير محذوف.